
بقلم : محمد سيد
في تاريخ كل أمة قصص من الكفاح الوطني، أبطالها شخصيات عديدة، منها من عرفه العالم أجمع والبعض الآخر دفنت معه راويته لكن تراب قطعة الأرض التي دافع عنها وإرتوت بدمائه شاهدة عليه وكتبت أسمه في سجل الشهداء. اليوم نتحدث عن قصة رجل لم يتوانى للحظة عن خدمة الوطن بطل الحرب والسلام، إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، هنا سأقف إحترامًا وتقديرًا لمن ضحى بحياته وأفنى عمره من أجل قضية الاستقلال فكان السجن أحب إليه من التواطئ مع الإنجليز، وبعد ها نجح مع زملائه الظباط في ثورة يوليو 1952 المجيدة ونهاية الاستعمار، ثم شاءت الظروف أن يتولى منصب رئيس الجمهورية في وقت كانت سيناء الحبيبة مدنسة بأقدام الإحتلال الإسرائيلي. خادع الغرب وسلح جيشه وإعادة بناءه وتنظيمه، حتى حانت لحظة الحسم التي حطمت غرور المحتل وكسر الجندي المصري كل حسابات العدو وعبر على قيود المنطق لتعود سيناء الحبيبة، وليقف السادات في مجلس الشعب أمام أعضاء الأمة بنشوة النصر ومشاعر الفخر ليلقي كلمات ظلت خالدة في تاريخ الأمة عندما قال:”عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجيء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها، ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه خلال الساعات الست الأولى، إننا حاربنا من أجل السلام ٠٠ حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصف السلام ، وهو السلام القائم على العدل”. وبعد النصر واصل السادات مسيرته في المحافل الدولية لإحلال السلام في المنطقة وتجنب الأجيال القادمة ويلات الحروب وآلامها وهو ما تحقق بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978. إذا ذكرت السادات فأول ما يأتي في بالك هو كلماته المؤثرة وأسلوبه البليغ في خطاباته ولن ننسى خطابه التاريخي في الكينيست الإسرائيلي التي أكد فيها على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وتحدث عن السلام بكلمات ترق لها القلوب وتدمع لها الأعين ومنها”ياكل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قياداتكم على نضال السلام.. قدموا للعالم كله، صورة الانسان الجديد، فى هذه المنطقة من العالم، بشروا أبناءكم أن ما مضى، هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام، ويا أيتها الأم الثكلى ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء، بتراتيل السلام، املأوا الصدور والقلوب، بآمال السلام”. وأخيرًا ونحن اليوم في ذكرى ميلاده علينا أن نقف ونؤدي التحية العسكرية لبطل صدق عهده مع الله وشعبه وسلم الراية لمن خلفه ترفرف في سماء الأمة برياح النصر والشموخ.