
تقرير:مريم معوض
تحل اليوم ذكرى تولي السلطان العثماني محمد السادس، عرش الدولة العثمانية،وذلك بعد وفاة أخيه محمد الخامس وانتحار ولي العهد ابن عبد العزيز الأول ويعتبر هو السلطان السادس والثلاثون في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية، 4 /يوليو 1918.
ولد محمد السادس فى 14 يناير عام 1861، بإسطنبول في عهد عمه عبد العزيز درس وتعلم بالقصر العالي كان له أخوة تولوا الخلافة قبله مراد الخامس وعبد الحميد الثاني ومحمد الخامس، ويعتبر هو أحد خُلفاء الدولة العثمانية وآخر السلاطين العثمانيين.
تولّى الحكم بعد أخيه محمد الخامس في غضون الحرب العالمية الأولى حتى مرت أسابيع على فقدان الدولة أراضي كثيرة وزوالها كإمبراطورية عالمية في عهده كانت تمر الدولة من سيئ إلى أسوأ اتخذ قرار بإلغاء السلطنة سنة 1922 بعدما استمرت ما يقارب 625 سنة.
شكلت ولايته نهاية الدوله العثمانية وانحلالها استسلمت الدولة بعد توليته بشهور وقد خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى تلعق جراح هزيمة قاسية، وفقدت كل الولايات التي كانت خاضعة لها .
وقدم رجال الاتحاد والترقي استقالتهم نتيجة لفشل سياستهم الداخلية والخارجية والحربية، ثم فروا إلى خارج البلاد،وفي ظل هذه الأجواء الحزينة تولى وحيد الدين أفندي عرش الخلافة العثمانية باسم السلطان محمد السادس بعد وفاة أخيه السلطان محمد الخامس، وحاول السلطان الجديد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعهد إلى الجنرال أحمد عزت باشا الصدر بالاتصال ببريطانيا وحليفاتها لعقد هدنة بين الطرفين، وأبرمت بينهما معاهدة مدروس في ( 30 من تشرين الاول 1918م).
وقد حققت بريطانيا في هذه المعاهدة ما عجزت عن تحقيقه في ساحات القتال أثناء الحرب العالمية الأولى، فسيطرت بموجب بنود المعاهدة الجائرة على منطقة المضايق في الدردنيل والبوسفور، وأمنت دخولها إلى البحر الأسود والخروج منه، وكانت هذه المناطق تحت سيطرة الدولة العثمانية، ولا تسمح بالتهاون في شأنها أيام قوتها.
وقبل أن ينقضي أسبوعان على توقيع المعاهدة كانت الأساطيل الحربية لبريطانيا وحلفائها تبحر مزهوة في منطقة المضايق، واجتازت ستون سفينة حربية مضيق الدردنيل ثم بحر مرمرة ثم البوسفور أمام بصر القوات العثمانية التي التزمت بالصمت، في حين أن العثمانيين كانوا قبل هذه المعاهدة قد ألحقوا هزائم مدوية بالأسطول البريطاني حين حاول اقتحام منطقة المضايق، وهوت سمعته إلى الحضيض.
وألقت بعض القطع البحرية الغازية مراسيها في ميناء إستانبول في (13 من تشرين الثاني 1918م)، واحتلت القوات الأجنبية أحياء العاصمة العتيدة، وفرضت رقابة عسكرية صارمة على الميناء، وخضعت قوات الشرطة ومرافق العاصمة لسلطات الاحتلال.
وضع ثقته في مصطفى كمال للخروج من الأزمة فخاب ظنه، وبدأ مصطفى كمال يعمل لنفسه وبدأ نجمه يلمع، بعد أن قاد الثورة ضد اليونانيين في منطقة الأناضول وهي منطقة منيعة محصنة بالهضاب الوعرة، واكتسبت حركة مقاومة الاحتلال اليوناني أنصارًا لها في طول البلاد وعرضها.
ولما أجريت انتخابات جديدة فاز بالأغلبية أنصاره والمتعاطفون معه، ولم تلبث الحالة طويلا حتى أن أقر هذا البرلمان الجديد الميثاق الوطني الذي صاغه أنصار أتاتورك، ويتمثل في الموافقة على أن تنسلخ عن جسم الدولة العثمانية الولايات غير التركية، والحفاظ على الأناضول متحررًا من كل نفوذ أجنبي باعتباره الموطن الأصلي للأتراك العثمانيين، وعلى إقليم تراقيا الشرقية، وعلى بقاء إستانبول مقر الخلافة وعاصمة السلطنة.
ولم يكن أحد يعلم ما تنطوي عليه نفس أتاتورك من أفكار تسلطيه، وكان حريصًا على ألا يظهر بمظهر الثائر على حكومة دولة الخلافة في العاصمة، فالتف الناس حوله باعتباره بطلاً قوميًا ومخلصًا لهم من الاحتلال الجاثم على الصدور.
اعتزل السلطان السلطة وتنازل عن العرش عام 1340 هـ. غادر إسطنبول على متن بارجة بريطانية في 17 تشرين الثاني 1922 ليقضي بقية حياته في الريفييرا الإيطالية. وتوفي في مدينة سان ريمو في 16 ايار1926 م ودفن في جامع التكية السليمانية في دمشق .
وبذلك انتهت الدولة العثمانية بعد تقاسم أرضها كل من فرنسا وبريطانيا. وتحولت بعده تركيا إلى جمهورية بقيادة كمال أتاتو.