
مقالٌ : رقية السيدْ
العنفِ ضدَ المرأةِ هوَ مسألةٌ عالميةٌ تعتبرُ انتهاكا خطيرا لحقوقِ الإنسانِ ويشملُ العنفُ ضدَ المرأةِ أيَ تصرفٍ يتسببُ في إلحاقِ الأذى الجسديِ أوْ العاطفيِ أوْ الجنسيِ بالنساءِ ، سواءً كانَ في القطاعِ العامِ أوْ الخاصِ ، ويشملَ ذلكَ أعمالُ العنفِ الأسريِ ، والاغتصابُ والاعتداءُ الجنسيُ ، والتحرشُ الجنسيُ ، والعنفُ في الزواجِ ، والزواجُ المبكرُ ، والقتلُ بدافعِ الشرفِ ، والتجنيدُ القسريُ للنساءِ في الصراعاتِ المسلحةِ ، والعنفُ الواقعُ على النساءِ في أوقاتِ السلمِ ، وغيرها منْ أشكالِ العنفِ .
تعدّ النساءُ منْ أكثرِ فئاتِ المجتمعِ عرضةً للعنفِ بسببِ العواملِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ والاقتصاديةِ التي تعيشُ فيها ، وتؤثرَ آثارُ العنفِ على النساءِ بشكلٍ كبيرٍ على مستوى الصحةِ الجسديةِ والنفسيةِ ، وتعرضهنَ للتهديدِ والخوفِ والعزلةِ الاجتماعيةِ .

يعدّ العنفُ ضدَ المرأةِ انتهاكا لحقوقِ الإنسانِ الأساسيةِ بما في ذلكَ حقوقُ الحياةِ والكرامةِ والحريةِ والأمانِ الشخصيِ ، ويجبَ على المجتمعاتِ والحكوماتِ والمنظماتِ الدوليةِ والأفرادِ العملِ معا لمكافحةِ هذهِ المشكلةِ وتوفيرِ الحمايةِ والدعمِ للنساءِ اللواتي يعانينَ منْ العنفِ .
للتغلبِ على العنفِ ضدَ المرأةِ يجبُ تعزيزَ الوعيِ بالمشكلةِ وتوفيرِ التعليمِ والتثقيفِ حولَ حقوقِ المرأةِ وتكافؤِ النوعينِ يجبُ أيضا تشديدَ التشريعاتِ وتطبيقها بفعاليةٍ لمعاقبةِ المرتكبينَ وضمانِ العدالةِ للضحايا ، ويجبَ تعزيزُ الدعمِ القانونيِ والنفسيِ والاجتماعيِ للنساءِ اللواتي يعانينَ منْ العنفِ وتوفيرِ مأوى آمنٍ لهنَ .
بالإضافةِ إلى ذلكَ يجبُ تعزيزَ المساواةِ بينَ الجنسينِ وتغييرِ القيمِ والمعتقداتِ الاجتماعيةِ التي تعززُ العنفَ ضدَ المرأةِ يتطلبُ ذلكَ التعاونِ والتضامنِ بينَ جميعِ أفرادِ المجتمعِ والتركيزِ على تغييرِ الثقافةِ وتحقيقِ المساواةِ الجنسيةِ في جميعِ جوانبِ الحياةِ .
في النهايةِ يجبُ أنْ يكونَ هناكَ التزامٌ قويٌ منْ جميعِ الأطرافِ للقضاءِ على العنفِ ضدَ المرأةِ ، ويجبَ أنْ نعملَ معا لبناءِ مجتمعٍ يحترمُ ويحمي حقوقَ المرأةِ ويوفرُ لهنَ بيئةٌ آمنةٌ وعادلةٌ ، حيثُ يكونُ العنفُ ضدَ المرأةِ شيئا منْ الماضي ، هلْ سيستمرُ العنفُ ضدَ المرأةِ في المجتمعاتِ ؟ وهلْ سيتمُ تحديدُ عقوبةٍ لمنْ يمارسونَ هذا العنفِ ؟ .